سورة النور - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النور)


        


{سورة أنزلناها} أَيْ: هذه سُورةٌ أنزلناها {وفرضناها} ألزمنا العمل بما فُرض فيها.
{الزانية والزاني} إذا كانا حُرَّين بالغين غير محصنين {فاجلدوا كلَّ واحدٍ منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة} رقَّةٌ ورحمةٌ فَتُعطِّلوا الحدود، وتخفِّفوا الضَّرب حتَّى لا يُؤلم، وقوله: {في دين الله} أَيْ: في حكم الله. {وليشهد} وليحضر {عذابهما} جلدهما {طائفة} نفرٌ {من المؤمنين}.
{الزاني لا ينكح إلاَّ زانية...} الآية. نزلت في قومٍ من فقراء المهاجرين همُّوا أن يتزوَّجوا بغايا كنَّ بالمدينة لِعَيْلَتِهم، فأنزل الله تعالى تحريم ذلك؛ لأنهنَّ كنَّ زانياتٍ مشركاتٍ، وبيَّن أنَّه لا يتزوَّج بهنَّ إلاَّ زانٍ أو مشركٌ، وأنَّ ذلك حرامٌ على المؤمنين.


{والذين يرمون} بالزِّنا {المحصنات} الحرائر العفائف {ثمَّ لم يأتوا} على ما رموهنَّ به {بأربعة شهداء} أَيْ: يشهدون عليهنَّ بذلك {فاجلدوهم} أَي: الرَّامين {ثمانين جلدة} يعني: كلَّ واحدٍ منهم {ولا تقبلوا لهم شهادةً أبداً} لا تُقبل شهادتهم إذا شهدوا؛ لأنَّهم فسقوا برمي المحصنات إلاَّ أن يرجعوا ويُكذِّبوا أنفسهم ويتركوا القذف، فحينئذٍ تُقبل شهادتهم لقوله تعالى: {إلاَّ الذين تابوا من بعد ذلك}.
{والذين يرمون أزواجهم} يقذفونهنَّ بالزِّنا {ولم يكن لهم شهداء إلاَّ أنفسهم} يشهدون على صحَّة ما قالوا إلاَّ هم {فشهادة أحدهم أربع شَهاداتٍ بالله} أربع مرات أنَّه صادقٌ فيما قذفها به، يُسقط عنه الحدَّ، ثم يقول في الخامسة: لعنةُ الله عليه إنْ كان من الكاذبين، فإذا فعل الزَّوج هذا وجب الحدُّ على المرأة، ويسقط ذلك عنها بأن تقول: أشهد بالله إنَّه لمن الكاذبين فيما قذفني به، أربع مرات، وذلك قوله تعالى: {ويدرأ عنها العذاب} أَيْ: يدفع عنها عقوبة الحدِّ، والخامسة تقول: عليَّ غضب الله إنْ كان من الصَّادقين.


{ولولا فضل الله عليكم ورحمته} جواب {لولا} محذوفٌ، على تقدير: لفضحكم بارتكاب الفاحشة، ولعاجلكم بالعقوبة، ولكنَّه {توابٌ} يقبل التَّوبة، ويرحم مَنْ رجع عن السَّيئة {حكيم} فيما فرض من الحدود.
{إنَّ الذين جاؤوا بالإِفك} بالكذب على عائشة رضوان الله عليها وصفوان {عصبة} جماعة {منكم} يعني: حسَّان بن ثابت، ومسطحاً، وعبد الله ابن أُبيّ المنافق، وحمنة بنت جحش {لا تحسبوه} لا تحسبوا ذلك الإفك {شرّاً لكم بل هو خيرٌ لكم} لأنَّ الله تعالى يأجركم على ذلك، ويُظهر براءتكم {لكلِّ امرئ منهم ما اكتسب من الإِثم} جزاء ما اجترح من الذَّنب {والذي تولَّى كبره} تحمَّل معظمه فبدأ بالخوض فيه، وهو عبد الله ابن أُبيّ.
{لولا} هلاَّ {إذ سمعتموه} يعني: الإِفك {ظنَّ المؤمنون والمؤمنات} رجع من الخطاب إلى الخبر، والمعنى: ظننتم أيُّها المؤمنون بالذين هم كأنفسهم {خيراً} والمؤمنون كلُّهم كالنَّفس الواحدة، وقلتم: {هذا إفك مبين} كذبٌ ظاهرٌ.

1 | 2 | 3 | 4 | 5